languages
Dear visitor; Welcome.

Academic resources for the study of Foreign Languages .
---------------------------------------------------------------

Registration will not take more than one minute,
GO ON!
languages
Dear visitor; Welcome.

Academic resources for the study of Foreign Languages .
---------------------------------------------------------------

Registration will not take more than one minute,
GO ON!

languages

Academic resources for the study of foreign languages
 
HomeLatest imagesRegisterLog in

Share | 
 

 البطل في الرواية التاريخيةرواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي» نموذجاً( 2)تابع

View previous topic View next topic Go down 
AuthorMessage
langues
Admin
Admin
langues


البطل في الرواية التاريخيةرواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي» نموذجاً( 2)تابع Empty
PostSubject: البطل في الرواية التاريخيةرواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي» نموذجاً( 2)تابع   البطل في الرواية التاريخيةرواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي» نموذجاً( 2)تابع I_icon_minitimeFri 28 May - 16:50

البطل في الرواية التاريخية (2 ـ 2)
رواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي» نموذجاً

بقلم: أ. د. حسين علي محمد


ولم تنته هذه الثورة العارمة، ولم تلُح بوادر الحل في الأفق إلا حينما أبدى كافور مرونة كبيرة حينما أمر بالقضاء على مسبباتها ودوافعها حتى لا تقضي على كل شيء:
«أمر المخصيّ أعوانه، فنادوْا في الناس بالأمن والأمان، والبيع والشراء، شاركهم في المناداة بذلك حملة العمائم لما لهم من سطوة وتأثير .. سار في الشوارع والأخطاط رجل على فرس يقرأ من ورقة أن الأستاذ قد أزال المظالم، وهو يأمر الناس بتقوى الله، وطاعة أولي الأمر .. ونودي بالأمان ... والماضي لا يُعاد»(17).
لكن كافوراً بعد ذلك ـ أصبح يُسمي في أدبياته هذه الانتفاضة في خطبه وتصريحاته «غضبة اللصوص»، و«رفض تفسير ابن رشدين بأن ما جرى كان تعبيراً عن «غضبة الجياع» على الظروف الصعبة»(18).
ج-الانفتاح البشع:
ويتناول ذلك في الورقتين (329-322):
« تفاقمت الأحوال .. وحصل للناس من العنت والضرر ما يفوق الوصف .. كثر الخوف من الحاضر ومن قادم الأيام. بدا الناس في غاية الذل من الفقر والحاجة. وتضاعفت أعداد المتسولة في الشوارع والأسواق، وخرج الجميع إلى الصحراء: أهل الدولة وأرباب السيف والقلم والعلماء والصلحاء والفقراء والرجال والنساء .. روى لي محمد عن الناس في الأسواق: اشتروا طعاماً فاسداً لا تأكله القطط أو الكلاب. تحادث الناس أن أحد أعوان التهامي تقاضى مقابلاً ضخماً لقاء تفويتها ونزولها في الأسواق»(19).
وهذه الفقرة تُشير إلى ما حدث منذ منتصف السبعينيّات في مصر:
*فقد ازدادت الأحوال المعيشية سوءاً في مصر منذ ذلك الوقت، وما زالت تُعاني الأسر المصرية حتى الآن(20).
*الهجرة إلى خارج مصر للعمل، وهذه الهجرة شملت جميع الفئات «أهل الدولة وأرباب السيف والقلم والعلماء والصلحاء والفقراء والرجال والنساء».
*ما اشتهر عن كبار المستوردين الجشعين الذين استوردوا الطيور الجارحة، وقالوا للناس إنها لحوم صالحة للأكل، وهي طعام فاسد، «لا تأكله القطط والكلاب».
*الرُّشا التي تُدفع لبعض المسئولين فيغضون الطرف عن المخالفات « تحادث الناس أن أحد أعوان التهامي تقاضى مقابلاً ضخماً لقاء تفويتها ونزولها إلى الناس».
د-كثرة الديون وكثرة النهب:
يشير الروائي إلى كثرة الديون التي غرقت فيها مصر في السبعينيات، واستدانتها من الغرب (النصراني) والشرق (الملحد)، ويُشير إشارات خفية في نهاية الفقرة إلى تفنن «ابن حنزابة » في سرقة المال العام: « شحّت الغلال والبضائع بما أحدثه نقص مياه النيل. قلّت الأموال بالتالي، فصارت القروض المادية والعينية واجبة، من بلاد مُجاورة وبعيدة تدين بالإسلام والنصرانية، وبعضها تدين شعوبها بالكفر والزندقة. فلما أفلح ابن حنزابة في تأجيل دفع أقساط الديون في مواعيدها ذهبت الأموال في تعويض النتائج التي أحدثها غياب وفاء النيل»(21).
وهناك إشارات أخرى لكافور، وكيف تسلل إلى حكم مصر، والطبقات المُساعدة له، والتعذيب للمعارضين وصوره البشعة، كلها تشي بأن «المتنبي» كان قناعاً لوجه بطل مُعاصر، مُطارَد بأحلامه وأهواء نفسه في السيطرة والمُلك، ولكنه استطاع أن يرى عصره، وأن يكون شاهداً عايه، لا تفلت منه همسة أو نأمة.


(3)

من الطبيعي أن دور المثقف الانتهازي (المُطارَد بأهواء نفسه)، والذي يقنع بدور الرائي لما يدور في عصره دون أن يكون جزءاً فاعلاً فيه أو جزءاً من حركته الفاعلة يكون دوراً هامشيا.
فالمتنبي في هذا النص الروائي معني بإثبات ذاته، وهو يبدو كالأبطال الرومانسيين ـ غير قادر على إحداث التغيير، وغير قادر على التكيف مع مجتمعه. وما يشغله هو تحقيق ذاته، أو إثبات « الأنا » منذ مجيئه إلى مصر.
لقد حرص على أن يدخل مصر في هيئة مميزة رغم أن أحداً لا يعرفه فيها برسمه:
«حرصتُ على ركوب الحصان، حرصتُ على الأمر نفسه لأتباعي: ولدي محسَّد وتابعي محسود، وقلة من الخدم والعبيد، حنى لا نبدو في الأعين كالآلاف من السابلة والعامة وذوي المهن الحقيرة. أمرت فأحسن الخدم اختيار جوادي وطهمته وطهرته وكسوته، قبدا مليحاً يسر الناظرين، مشاعر الإعزاز تمور في داخلي للنظرات المتطلعة المشوبة بالإعجاب. تتقلّص يداي على المقود، وأطمئن إلى الأتباع والأمتعة في جياد أخرى خلفي، لا يعرفون أبا الطيب، وإن حدّسوا عظمة هذا الوافد»(22).
وطبيعي بعد ذلك أن يهتم المتنبي في أوراقه بوصف صورته في أعين الناس ومدى حفاوتهم به، فهو المتنبي الشاعر الأشهر، مالئ الدنيا وشاغل الناس:
«تسابق الناس إلى لقائي، أظهروا بشاشةً وودا، غمرتني مشاعر الانبساط لما استمعتُ إلى قصائدي من أفواههم»(23).
وطبيعي ـ أيضاً ـ أن مثل هذه الذات المتضخمة، التي تشعر بتفوقها وتميزها، والمطاردَة بأهوائها في السلطة والسلطان .. لا تشعر بالآخر، ولا تُقيم له وزناً، بل تسخر من مجرد محاولة الآخر اقتحام تخوم هذه « الأنا » المتضخمة.
سألني ابن القاسم ظهر اليوم وهو يُرافقني في طريق العودة إلى البيت:
ـ على من تنبأت؟
ـ على الشعراء.
ـ لكل نبي معجزته .. فما معجزتك؟
ـ قلتُ هذا البيت:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى .:. عدوا له ما من صــداقتهِ بُدُّ(24)
وكانت النتيجة الحتمية لهذه الذات المتضخمة أن تُقابل أعداءً كُثراً، ولا تحقق ما ترجوه في مصر، كما لم تحقق أحلامها في حلب، وكان على المتنبي في النهاية أن يقنع من الغنيمة بالإياب.
في الطريق قال لي صاحبي ابن يوسف:
ـ وما رأيك في الجولة القادمة يا أبا الطيب؟ .. لقد هجرت سيف الدولة وهجوته .. وها أنت ذا تهجر كافوراً، وستهجوه .. أقول: ترى إلى أين سيحل بك المطاف؟
قلت: لم يبق ـ يا ابن يوسف ـ بعد أن يئست من الملوك، وبعد أن سدوا أبوابهم دوني ـ إلا أمران، لا ثالث لهما: إما أن أنزل من القمة التي صعدتُ إليها بعد جهد وكد، وأعود إلى ما كنتُ عليه في بداية أمري، فأستجدي بشعري صغار الناس وطغامهم، أو أن أعود إلى الكوفة، فأقبع في داري، وأهجر الناس جملة، وأقيم بيني وبين الملوك سدا، فقد كفاني ما لقيت منهم، وكفاهم ما لقوا مني. ولي الآن ثروة تكفل الراحة والنعيم وهناء العيش »(25).
وهكذا ينتهي دور المثقف الانتهازي / المُطارَد بأحلامه في السلطة، والحكم بالعودة إلى الوحدة، ومحاولة الاستمتاع بالمال الذي قد يكفل له الراحة والنعيم وهناء العيش.
فهل يستطيع؟


(4)

تميزت رواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي» ببنية فنية مبتكرة حيث قدّمها الروائي من خلال شكل الكتاب التراثي المُحقق، ولذا حمل العنوان مع كلمة «رواية» تلك الإشارة الدالة «تحقيق وتقديم: محمد جبريل» وليس «بقلم» أو «تأليف».
والرواية تعد الأولى في محاولة اتخاذ شكل التحقيق (التاريخي)، وإن كانت قد سبقتها رواية تتخذ من التحقيق (الأسطوري) إطاراً لها، هي رواية « من التاريخ السري لنعمان عبد الحافظ » لمحمد مستجاب.(26).
وقد نجح محمد جبريل في استخدام التحقيق التراثي شكلاً فنيا في روايته، لأنه أعطى الهوامش أهمية فنية، فبالإضافة إلى أنها توهم القارئ بالتحقيق استغلّها جبريل لوصف شخوصه ظاهريا ونفسيا، معتمداً على الصدى التاريخي الحقيقي لأكثر الشخصيات، وهذا يُساعد القارئ على تكوين خلفية واضحة تُساعده على معايشة أبطاله بانفعال وعن قرب، ومن هنا فالهوامش ليست لعبة تحديث فقط، ولا تُمثِّل وحدات سرد ثانوية، وإنما هي في مجملها وحدات سرد أساسية ذات إيحاءات دلالية تتصل مباشرة بالسرد الروائي الصاعد»(27).
وفي النص المحقق لم يلجأ محمد جبريل إلى وضع تواريخ لأرقام صفحاته، ويُعلل ذلك في الهامش بقوله:
«لاحظنا أن المتنبي لم يُشر إلى تاريخ كل حادثة بتوقيتها، ربما لأن كتابة المذكرات والسير الذاتية ـ بصورتها الحالية ـ لم تكن معروفة آنذاك، وقد فصّلنا بديلاً لذلك أن نشير إلى الأوراق بأرقامها المسلسلة »( 28).
وتحقيق محمد جبريل للمتن ـ كما يقرر الدكتور عبد الحميد إبراهيم ـ « قد توافرت له كل المظاهر العلمية، يذكر التواريخ، ويحدد أوراق المخطوطة، ويتحدث عما فيها من طمس أو حذف، ويورد الهوامش الكثيرة التي تُعرِّق بالأعلام والأماكن، وتُعلِّق على الأحداث، وتُرجِّح بعض الآراء، وتُشير إلى المُلابسات التاريخية ... ويتخذ لذلك خلال روايته أسلوباً علميا تقريريا يتعمّد فيه أن يخلو من الزخرفة البيانية، وأيضاً من المسحة الشعرية التي تتناسب ولغة المخطوطات. إنه أسلوب سهل يعمد إلى هدفه بأقصر الطرق، ويقوم على الافتراض وتقليب الآراء، وترجيح بعضها، ومحاولة الاستنتاج »(29).
ولعلنا نعلل أن عدم وضع تواريخ للصفحات والاكتفاء بذكر أرقامها وإسقاط بعضها كان لجعلها قادرة على الانطلاق من إسار العصر الذي من المُفترض أنها كُتبت فيه وتُعالج همومه، لتُخاطب عصرنا ـ عصر إنتاج الرواية، ولتكون أكثر حرية وقدرة على البوح والإشارة إلى أشياء مُعاصرة وضّحناها من قبل.
وما أكثر القضايا العصرية التي عالجتها الرواية من خلال عيني الشخصية الروائية الأولى في هذا النص: شخصية« المتنبي»، البطل الروائي المُطارَد بأحلام السلطة والحُكم، والمثقف الانتهازي الذي جعله محمد جبريل قادراً على أن يكون شاهداً على عصرنا نحن باقتدار ومهارة.[/b]

........................
الهوامش:
(1) فصل في كتابنا: «صورة البطل المُطارد في روايات محمد جبريل»، دار الوفاء لدنيا الطباعة، الإسكندرية 1999م.
(2) محمد جبريل: من أوراق أبي الطيب المتنبي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1988م، ص 16 .
(3) محمود محمد شاكر: المتنبي، ط3، مطبعة المدني، القاهرة 1407هـ-1987م، ص 362 .
(4) محمد جبريل: من أوراق أبي الطيب المتنبي، ص 25 .
(5) يُنظر النص، السابق، ص 146 ، 147 .
(6) السابق، ص 44 .
(7) السابق، ص 44 .
( 8 ) السابق، ص 44 .
(9) السابق، ص 56 ، 57 .
(10) السابق، ص 60 .
(11) السابق، ص 62 .
(12) السابق، ص 64 .
(13) فهمي عبد الفتاح المتولي: استلهام المتنبي في الأدب العربي المعاصر، رسالة ماجستير (مخطوطة)، كلية الآداب ـ جامعة الزقازيق 1413هـ-1992م، ص 178 .
(14) محمد جبريل: من أوراق أبي الطيب المتنبي، ص 97 .
(15) السابق، ص 113 .
(16) السابق، ص 115 .
(17) السابق، ص 117 .
(18) السابق، ص 121 .
(19) السابق، ص 108 ، 109 .
(20) أشار البنك الدولي في تقرير له إلى أن ربع سكان مصر يعيش تحت خط الفقر المصري المقرر بـ 35 دولاراً في الشهر، والأخطر من ذلك أن سبعة ملايين مصري يعيشون في دوامة الفقر المدقع، فضلاً عن ستة ملايين عائلة تحصل على دخل شهري لا يزيد على 45 دولاراً، وكلها مؤشرات تدل على أن الفقر وصل إلى مستوى مرتفع نسبيا». انظر دراسة الاقتصادي المصري: عبد الفتاح الجبالي: الآمال معلقة على الصندوق الاجتماعي للتنمية، صحيفة « الحياة » (لندن)، العدد (11083) الصادر في 18/6/1993م، ص 12 .
(21) محمد جبريل: من أوراق أبي الطيب المتنبي، ص118 .
(22) السابق، ص 12 ، 13 .
(23) السابق، ص 23 .
(24) السابق، ص 43 .
(25) السابق، ص 133 ، 134 .
(26) في مناقشة الشكل في رواية محمد مستجاب يُنظر: د. عبد الحميد إبراهيم: الرواية المصرية والبطل الوغد، مجلة «إبداع »، السنة (3)، العدد (1)، يناير 1985م، ص 120 .
(27) د. محمد نجيب التلاوي: الرغبة والتحقيق في رواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي»، مجلة «الجنوبي»، المنيا، العدد الأول، أكتوبر 1988م، ص 33 .
(28) محمد جبريل: من أوراق أبي الطيب المتنبي، ص11 .
(29) د. عبد الحميد إبراهيم: الوسطية العربية: مذهب وتطبيق، ج4: نحو رواية عربية، دار المعارف، القاهرة 1995م، ص 408 .
رد مع الاستدلال

TOPIC : البطل في الرواية التاريخيةرواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي» نموذجاً( 2)تابع  SOURCE : Linguistic Studies ** http://languages.forumactif.org/
Signature : langues
Back to top Go down
https://languages.forumotion.co.uk
 

البطل في الرواية التاريخيةرواية «من أوراق أبي الطيب المتنبي» نموذجاً( 2)تابع

View previous topic View next topic Back to top 
Page 1 of 1

Permissions in this forum:You cannot reply to topics in this forum
languages :: Bibliothèque Linguistique-
Jump to: